تزامنا مع الذكرى العاشرة لكارثتي الزلزال والتسونامي التي دمرت مناطق واسعة في شمال شرق اليابان في مارس 2011م، قام سعادة السيد/حسن بن محمد رفيع العمادي، سفير دولة قطر لدى اليابان، وأعضاء السفارة، السيد/عبدالله بن جاسم الزيارة، الوزير المفوض والسيد/ناصر بن يوسف الكعبي، السكرتير الثالث بالسفارة، بجولة تفقدية إلى منشأتين تم إنجازهما من قبل صندوق الصداقة القطري في اليابان في محافظة فوكوشيما، ضمن مشاريعه لإعادة إعمار المناطق التي شهدت دمارا واسعا جراء الكارثة.
وكان صندوق الصداقة القطري في اليابان، التابع لصندوق قطر للتنمية، قد انطلق بمبادرة وتوجيه من حضرة صاحب أمير البلاد المفدى (حفظه الله) نحو الشعب الياباني لدعم جهود الإغاثة في أعقاب الزلازل والتسونامي التي ضربت شرق اليابان.
وبدأ سعادته وأعضاء السفارة الجولة بزيارة إلى "مركز قطر الرياضي" في مدينة شيراكاوا بمحافظة فوكوشيما، الأكثر تضررا من الكارثة. وكان في إستقبالهم السيد/كازو سوزوكي، عمدة مدينة شيراكاوا، وعدد من كبار المسؤولين. وقد عبر السيد/سوزوكي، مجددا عن شكره وتقديره لما قدمته دولة قطر من مساعدات سخية ودعم كبير لجهود إعادة إعمار المدينة، مشيرا إلى أنه وبفضل جهود صندوق الصداقة القطري، إستعادت الكثير من المناطق المتضررة حيوتها ونشاطها، وأن هذه المنشأة الرياضية تساهم في صقل المواهب وإكتشاف المهارات الرياضية لشباب المدينة والمناطق المجاورة.
من جانبه عبر سعادة السفير العمادي، عن شكره وتقديره على الحفاوة وحسن الإستقبال، وأشار إلى أن مشاريع صندق الصداقة القطري في المناطق المتضررة بالكوارث في اليابان تمثل رمزا للصداقة والتعاون بين دولة قطر ودولة اليابان والشعبين الصديقين.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع مركز قطر الرياضي أفتتح في فبراير 2015م، يوفر منشآت رياضية حديثة وآمنة قادرة على احتضان المسابقات المحلية والأنشطة الرياضية المختلفة وتوفير الرعاية الصحية في المدينة. ويحتوي المركز على مضمار خارجي للجري، واستاد ومركز رياضي وصالة العاب رياضية. كما يحتوي المركز على منشأة رياضية داخلية تحت اسم "العنابي بلازا" وذلك نسبة إلى اللون العنابي الموجود في علم دولة قطر والاسم الذي يطلق على الفرق الرياضية القطرية. وتتميز هذه الصالة الداخلية ببيئة تفاعلية آمنة صممت خصيصا لتلبية احتياجات الأطفال الصغار وعائلاتهم.
وفي المحطة الثانية خلال الجولة التفقدية، قام سعادة السفير وأعضاء السفارة بزيارة إلى مشروع "عِلم"، وهو برنامج تعليمي لإكساب الطلاب الخبرة العملية نفذه صندوق الصداقة القطري بمدينة إيواكي، حيث وقف سعادته وأعضاء السفارة على سير عمل هذا المشروع. وكان في إستقبالهم السيد/توشيو شيميزو، رئيس بلدية مدينة إيواكي، وعدد من كبار المسؤولين .
وتلقى سعادته وأعضاء السفارة ترحيبا حارا من قبل المسؤولين بمشروع علم، والذين شرحوا سير وخطط العمل والإنجازات المتوقعة.
وجدد السيد شيميزو، الشكر والتقدير لدولة قطر حكومة وشعبا على جميع مشاريع صندوق الصداقة القطري ومشروع عِلم الذي قال إنه يساهم في بناء وإعداد قادة المستقبل. وقال إن التبرع السخي من دولة قطر جاء في الوقت الذي كانت فيها المناطق المتضررة في أمس الحاجة للخروج من آثار الكارثة. وأضاف أن مشروع علم يساهم في بناء قدرات ومهارات الشباب في مجالي الابتكار وريادة الأعمال من أجل توفير مستقبل زاهر للأجيال اليابانية القادمة.
وبدوره أعرب سعادة السفير العمادي، عن فخره وإعتزازه بقدرة الأصدقاء في اليابان على سرعة التعافي من تلك الكارثة، وأن هذا الإنجاز يعد هم مصدر إلهام للجميع في أنحاء العالم، مؤكدا على وقوف الشعب القطري دائما جنباً إلى جنب مع أصدقائنا اليابانيين ومشددا على استمرار هذه الصداقة بيننا والممتدة لما يقرب إلى خمسين عاما.
الجدير بالذكر أن مشروع عِلم كان قد تم إفتتاحه في مايو 2014م، ويستفيد منه حاليا نحو 150 ألف شخص بين الرياضيين الناشئين وطلاب المدارس، في مدينة إيواكي والمناطق المجاورة . ويركز مشروع عِلم على الدمج بين المناهج النظرية التي تدرس بالمدارس وبرامج التدريب والتأهيل المهني.